تشهد زراعة الطماطم في المغرب توتراً واضحاً مع بداية الموسم الشتوي، وسط تحذيرات متزايدة من مهنيي القطاع بشأن احتمال تسجيل نقص ملحوظ في الإنتاج ابتداءً من شهر فبراير المقبل، وهو ما قد ينعكس مباشرة على أسعار هذا المنتوج الذي يرتفع الطلب عليه بشكل كبير خلال شهر رمضان.
وترجع هذه الوضعية إلى تداعيات موجات الحرّ الشديدة التي عرفتها البلاد خلال فصل الصيف، خصوصاً بمنطقة سوس ماسة التي تُعد المركز الأساسي لإنتاج الطماطم. فقد أدت الظروف المناخية غير المعتادة إلى ندرة الشتائل المقاومة، وتراجع الزراعات المبكرة، فضلاً عن ضعف الحلول البيولوجية لمواجهة الآفات الزراعية، وسحب مجموعة من المواد الفعالة من لوائح المبيدات المرخصة وطنياً وأوروبياً.
وقد بدأت هذه الاضطرابات الإنتاجية تُلقي بظلالها على السوق المحلية، إذ سجلت أسعار الطماطم منحى تصاعدياً خلال الأسابيع الأخيرة رغم انخفاض وتيرة التصدير نحو الأسواق الأوروبية. ويتوقع مهنيو القطاع أن يتراجع العرض بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، ما يُنذر بارتفاع جديد في الأسعار في حال عدم اتخاذ إجراءات عاجلة.
وتفاقمت المخاوف أيضاً بسبب الفيضانات الأخيرة التي شهدتها منطقة الداخلة، والتي تسببت في أضرار لحقت ببعض وحدات إنتاج الطماطم المقطعة الموجهة للسوق الوطنية لتعويض النقص في الطماطم المستديرة. ورغم محدودية المساحات المتضررة، إلا أن تأثير هذه الأضرار قد يظهر تدريجياً خلال أشهر الشتاء.
ويستعد المنتجون لأسوأ السيناريوهات خلال فبراير، الشهر الذي يسبق حلول رمضان، في وقت يستعد فيه المغرب لاحتضان كأس أمم إفريقيا بين دجنبر ويناير، ما قد يرفع الطلب المحلي على المنتجات الفلاحية. ويرجح مهنيون تكرار سيناريو رمضان 2023، حين لجأت الحكومة إلى تقييد الصادرات بهدف الحفاظ على استقرار الأسعار.
وفي ظل الاعتماد شبه الكامل للسوق المغربية على الإنتاج الوطني دون استيراد، تبدو الخيارات الحكومية محدودة إذا استمر تراجع الإنتاج. كما يُنتظر أن تعرف أسعار الطماطم ارتفاعات جديدة خلال رمضان ما لم تُفعّل حلول استباقية لضمان وفرة هذا المنتوج الحيوي.
أمام هذه المعطيات المتشابكة، يبرز شهر فبراير كمرحلة حاسمة في تحديد وضعية السوق خلال رمضان، حيث يبقى المستهلك المغربي الأكثر تأثراً بين ضغط الطلب وتراجع العرض، بينما يترقب الفاعلون الفلاحيون خطوات حكومية قد تساهم في الحدّ من تقلبات الأسعار.
طنجة بوست tanjapost – أخبار طنجة : المصدر

